قلم حرّ …
الفساد والمفسدين في الأرض …
إن ما نشاهده اليوم من إحتلال لمراكز الطبقة الأولى وسرقة للأموال العامة والخاصة من أشخاص مدعومين من الحكومات بأي وجه من الوجوه كالرشوة وفرض الخوات وفرض الضرائب غير العادلة …
لهو ظلم لهذا الشعب المسكين والبريئ …؟!
أيها المواطن اللبناني طبعاً الدعاء لا يكفي للتحرر من هذا الظلم صحيح أن :
الدعاء عبادة كما قال رسول الله صلّ اللّٰه عليه وسلم ، إلاَّ أن الكتب السماوية حثَّت على القوَّة وعلى العلم والعمل والحرص .
وهل القوَّة تأتي بالدعاء أم بالعمل والأخذ بالأسباب والتوكل …
إحرص على ما ينفعك وٱستعن بالله ولا تعجز .
الحرص هو : تحرك الإرادة ، وٱنبعاث العزيمة ، وٱقتناص الفرص المناسبة ، والمسارعة إلى قطف ثمار المنافع وحصد سنابل الفوائد ، والحريص العاقل من لا يزال مراقباً للمناسبات ، ملاحظاً للأوقات ، حتى يهجم ببصيرته ويطالب بحقه .
والحرص على ما ينفع دليل على صدق النيَّة ، وقوَّة العزيمة ، وسلامة الطبع وٱعتدال المزاج ، وغزارة الفهم ، لأن كل عاقل
سويّ يجتهد في جلب الخير لنفسه ، ورفع الضر عنها .
أوليس هذا من أجل الحرص على ما ينفع النفس البشرية من الهلاك .
أعظم دليل على بذل الجهد في حصول المطلوب ، وترك التخاذل والتكاسل بحجَّة القدر ، فإن هذا دليل الجالسين الفاشلين المستهترين والمتكئين على حساب غيرهم .
إسعى جاهداً في إصلاح نيتك ، وإحسان عملك ، وتعمير مستقبلك ، والمطالبة برزقك المسلوب من بطون هذه الحيتان ، وتهذيب نفسك ، وتقويم إعوجاجك ، ولا تلقى مُفرطاً أضاع نصيبه من الحقوق المفروضة إلا لتركه الحرص على نفع نفسه ، ولا تجد محروماً ، من السعادة إلا من أهمل إرادته ، وعطل عزيمته ، فأنفق عمره في الأماني الكاذبة ، والخيالات الفاسدة ، والوساويس الخادعة ، حتى بدَدَ العمر في سوق الغبن ، ومزَّق ثوب الأيام بكف التفريط ، وأحرق شجرة الهمَّة بنار الخذلان .
إن حرصكم عل حقوقكم واجب إنساني وأخلاقي …!!! لماذا الإنتظار والتريث …؟؟؟ لماذا تتخاذلون على القيام بواجبكم المحق …؟؟؟
لماذا تتكابروا على ضغطت زر …؟؟؟
هذا الزر الذي تتكابرون عليه يصل بكم إلى مصاف الناجحين ، ومراقي الصاعدين في سلم القبول ، ومعارج التفوق ، وبها يطوي بروج الفاسدين ، ويقطع مسارات النصب والإحتيال ، فهو سبَّاق لكل عملٍ نبيل ، وثَّابٌ لكل فعلٍ جميل ، وفي نفسه زند الحرص الصادق ، فهنيئاً لكل من أقدم على تسجيل إسمه دون عناء ودون تشجيع فهذا هو التقدم والتميز .
ما هذا الغبن الذي يلحق بنا الى القبر …؟! لن نسمح لهم ولو كلفنا ذلك أرواحنا …
نحن طبعاً فينا المقصِّرون والفاسدون …
ولكن هل إتبعنا ما ذكرناه فهل تشدّ عزيمتنا هذه … ؟
وهل تعلمنا … ؟
أم الجهل هو حليفُنا وتواكلنا وتوكلنا ولم نستخدم عقولنا ولم نأخذ بالأسباب والحل لدينا في ما ذكرناه …
فجميعنا يعلم بأن جذع النخلة لا تشبه عيدان القصب .
والهيئة الوطنية للمحاربين القدامى لن ولا تشبه أبداً ولا بأي شكل من الأشكال رابطة المحاربين القدامى .
بمعنى آخر من التخاذل والمؤامرة المشبوهة …
فماذا نستفيد من هذه الهيئة … ؟
الهيئة تقدم الأخذ بالأسباب قبل الحصول على النتائج ، فَهز الجذع هنا (سبب) وتساقط الرطب كان ( النتيجة ) ، فمن أراد الوصول إلى أعلى المراتب عليه أن يأخذ بالأسباب ثم التوكل والإنتساب إليها والإندماج تحت رايتها .
ولكن واجب علينا أيضاً أن نكون إيجابيين وعمليين ونبحث عن ما هو من حق ومكتسب لنا ونسترجع حقوقنا من خلال القانون من جيب الفاسدين والمتخاذلين وأن لا تضيع البوصلة من أفكارنا وأن لا تقع من بين أيادينا .
نحن وحقوقنا واحد إن ذهبت حقوقنا ذهبت أرواحنا إننا نحاول الحصول عليها بكل الطرق ، بالحوار المنطقي والعقلاني ولا نيأس ولا نُشكك بكثير من الأمور بالشكل السلبي وخاصة التي لا نشارك في مضمونها ضمن الإجتماعات التي حصلت أو تحصل .
ونصبر أيضاً على ما هو آتٍ .
ولكن لغة الحوار لا تنفع بكثير من الأحوال مع الطرف المقابل وزاد من بطشه وٱستهتاره كما نشاهد اليوم وهذا سؤال عام عن الحكام الظالمين …
فماذا نعمل …؟
هل نجتهد …؟ نعم …!!
هل نتقدَّم للتسجيل في الهيئة …؟ نعم …!!
أم نجلس في دور العبادة وندعوا الله فقط لإسترجاع ما سُلب منا … ؟ لا …!!
هل هذا يكفي … ؟ لا …!!
هل هذا يرضي ضميرك وإنسانيتك …؟ طبعاً لا …!!
إن التطاول على حقوقنا والفساد والكذب زاد عن حدِّه .
فكل من يرغب في التطاول على الحقوق المشروعة لنا ، يجب أن تبتر يديه الإثنتين .
وتعدَّت التعديات على حقوقنا ولا من حسيب ولا من رقيب الى أن طفح الكيل .
أيها العسكريون المتقاعدون …
لا تتجاوزوا في أحكامكم إن الله يحب العادلين في أحكامهم القاضين بين خلقه .
ولهذا …
فلا مجال لليأس ولا للهوان عند من يستنصر باللّٰه .
أخي المتقاعد …
أخي اللبناني …
طبعاً الدعاء لا يكفي للتحرر من هذا الظلم صحيح أن :
( الدعاء عبادة ) كما قالت جميع الرسل والأنبياء ، إلا أن هذه الطبقة الفاسدة لا تستطيع إسترجاع حقك منها إلاَّ بالقوَّة وعلى العلم والعمل والحرص معاً .
إن أعظم دليل على بذل الجهد في الحصول على المطلوب ، وترك التخاذل والتكاسل بحجَّة القدر ، فإن هذا دليل القاعدين الفاشلين ، بل عليكم أن تحرصوا غاية في الحرص على كسب ما ينفعكم من حقوق .
ولا يهمل مصالحه إلا كل غافل بليد ، ولا يفرط في مكاسبه إلا كل أبله رعديد ، فإن الوحي جاء بإستثارة الهمم ، ومناداة العزائم ، وتحريك الإرادة ، لتنبعث طالبة فاعلة مؤثرة ، وتحصيل القيم ، والوثبة الصادقة ، واليقظة التامة …
إن حرصكم على ما ينفعكم واجب شرعي وقانوني ، وضرورة عقلية …
فهل حصلنا على حق من حقوقنا المغتصبة التي تم تقسيمها على جيوب المتآمرين المفسدين والفاسدين .
الخلاصة لقد صبرنا وعانينا ودعينا ونحن نُقتل يومياً مئة قتلة وندعوا اللَّه كثيراً …
لماذا لم يرفع عنا هذا القتل …؟!
الرقيب أول المتقاعد نزيه حسن
قم بكتابة اول تعليق