قطع الطرقات مؤقتا ولا قطع الارزاق دائما

قطع الطرقات مؤقتا ولا قطع الارزاق دائما
شارل ابي نادر
لم يكن تحرك العسكريين المتقاعدين مؤخرا والذي تضمن قطع بعض الطرقات الرئيسة لفترة قصيرة، من عادات وسلوك هؤلاء او من الاجراءآت المحببة لديهم ، وبالعكس ، عاش هؤلاء المتقاعدون طيلة خدمتهم العسكرية مستنفرين وجاهزين على الارض في الليل وفي النهار ، في الحر والبرد والعواصف ، لابقاء طرقات الناس مفتوحة ، وحقوق الناس مؤمنة ، لانه واجبهم اساسا ونذروا حياتهم من اجله ، ولانهم يقومون بذلك من اجل اهلهم وعائلاتهم واحبائهم .
ولكن ان تصل الامور بالسلطة التي هي بالاساس ، يجب ان تكون حسب الدستور والقانون والنظام ، المؤتمنة على حفظ حقوق جيع الناس ، عسكريين ومدنيين ، متقاعدين وخدمة الفعلية ، بان تصبح اول من يستولي على حقوق هؤلاء ، ويستبيحها فقط لانها استفاقت اخيرا ، وبعد ان نصحتها جهات غربية مشبوهة الاهداف ، بان تتقشف وتعيد النظر بهيكلية ومالية القطاع العام ، فهذا امر غير طبيعي وغير استثنائي ويستدعي ردة فعل غير عادية وغير مألوفة .
ليسمح لنا اخوتنا واحبابنا المواطنين بهذا الموقف غير المألوف وغير المحبب لنا ، ولو لمرة واحدة ، نأمل ان تكون الاخيرة ، موقفٌ فُرض علينا و ذهبنا اليه مرغمين بعد ان سدّت السلطة آذانها لصراخنا المشروع ، وبعد أن أغمضت اعينها لقانونية واحقية مطالبنا …
ليسمحوا لنا ويعتبروها واحدة من عشرات لا بل من مئات حالات قطع الطرق ، والتي كانت تحصل وتحصل حاليا وستبقى تحصل ، لتامين مرور مواكب رجالها بمختلف مواقعهم السياسية والدستورية ، المؤلفة من عشرات السيارات المصفحة او المدرعة ، او يليعتبروها كمرة من مئات مرات تأمين مرور مواكب ضيوف الدولة الاجانب المتعددي الانتماءآت والاهداف والادوار والمهمات المشبوهة .
قطع الطريق ولمرة واحدة من اجل حماية حقوق الاف العائلات الذين نذر اربابها المتقاعدين حياتهم لخدمة الدولة والسلطة ورجالها ، لهو اشرف واحق من قطع الطريق لتأمين مرور العاهرين من رجال السلطة الذين يستبيحون كل يوم ، باسم الطائفية والمذهبية ، حقوق الناس والدولة والمؤسسات .
قطع الطريق ولمرة واحدة محددة بالوقت وبالمكان وبالهدف ، من اجل حماية ارزاق ولقمة عيش مجموعة من الشرفاء ، الذين ضحوا بحياتهم وباوقاتهم وبشبابهم من اجل كل الوطن وكل الدولة وكل الشعب ، لهو اشرف واكثر مشروعية وقانونية من قطع الطريق لتامين مرور مسؤولين مرتهنين او سارقين او فاسدين ، ’لا يعملون ولا يهتمون الا بهدف تأمين مصالحهم الخاصة على قاعدة المحسوبيات الطائفية او المذهبية او الحزبية .
ليسمح لنا اخوتنا واهلنا ولو لمرة واحدة بقطع الطريق ، لان قطع الطريق مؤقتا يبقى اكثر مشروعية وقانونية من قطع الارزاق دائما .

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply