أخيراً عرفنا سبب العجز والمديونية…

العميد المتقاعد جورج نادر يرد على النائب زياد أسود
كنت اتمنى عدم الرد على النائب الصديق زياد اسود ، الذي وبمعرض رده على أحد زملائه، ألصق عجز الخزينة ومديونية الدولة بمعاشات العسكريين المتقاعدين “غير المنتجين” ، زاعما” ان الإصلاح الحقيقي يبدأ من هنا..
حضرة النائب الصديق:
ان اي موظف في الإدارة العامة يحال على التقاعد بعد خدمة ٢٥ سنة على الأقل، أو عند بلوغه السن القانونية(٦٤ عام)، هذا الموظف يعمل ٦ ساعات في اليوم، ويعطل في نهاية الأسبوع وكل الأعياد الرسمية؟ وبعضهم ، كالقطاع التربوي يعطل فصل الصيف بكامله، بينما العسكري يعمل بموجب النظام العسكري العام ٢٤ ساعة في اليوم، وماذونيته ليست حقا” له، بل هي مكافأة…
العسكري يا صديقي يعمل في اقسى الظروف واصعبها، الجندي يحمل دمه على كفيه، يتعرض للبرد والحر، للشتاء والصقيع، وأحيانا ” للموت، العسكري لا يقضي العيد مع عائلته، بل يسهر ليدع المواطن يقضي العيد باطمئنان وامان، وهذا ليس منة ، بل واجبه الوطني، لكن ان يقال عنه غير منتج ويرهق خزينة الدولة براتبه، فهذا اقل ما يقال فيه أنه هروب من التصدي لأزمة المديونية..
هل معاشات العسكريين المتقاعدين والتي هي حق لهم بموجب القانون، وقد حسمت من رواتبهم في أثناء خدمتهم، هي سبب الهدر والفساد ؟ أم رواتب موظفي سكك الحديد المتوقفة من ٤٣ عام؟ أم ميزانية تحسين نسل الجواد العربي؟ أم أموال دعم المهرجانات العائدة لزوجات النواب والوزراء؟ أم رواتب النواب السابقين والذين ان انتخبوا لثلاث دورات، اي لمدة ١٢ سنة يحصلون على كامل الراتب ومتمماته؟ ام سفر المسؤولين وحاشياتهم والبذخ والترف على حساب المكلف اللبناني ؟
هل صدف يوما أن استشهد أحد رفاقك بين يديك؟ هل خسرت احدا” من أفراد عائلتك في الحرب؟ هل أصبت بجراح وعانيت آثارها؟ هل أصيب احدكم باعاقة جسدية جراء قيامه بواجبه الوطني؟؟؟ هل صدف وبعدت عن اهلك وعائلتك لأكثر من شهر وهم لا يعرفون عنك اي خبر؟ هل تنكرت بثياب مدنية لتجتاز حواجز جيش الاحتلال والميليشيات وقطعت الجبال والوديان لترى عائلتك بعد أشهر من انقطاع اخبارك عنها؟ هل استقبلت جثمان احد رفاقك مشوها” من اصابته، مهانا ” على حواجز الإحتلال؟ هل صدف احدكم ان جاؤوه بخبر استشهاد ابنه، ( بسبب انقطاع الاتصالات ) وبأن الجثمان في النعش في اول طريق البلدة ؟
اذا اردت الإصلاح الحقيقي فابدأ من فوق، لأن شطف الدرج يكون من الأعلى على حد قول فخامة الرئيس..
واترك العسكريين المتقاعدين مع ذكرياتهم الأليمة وشعورهم بالمهانة من زملائك ومنك، لكنهم مع كل الإساءات التي سببتموها لهم، فهم يعيشون ابدا” مرفوعو الرأس، فخورون بخدمتهم ومعتزون ببطولاتهم…
يكفي انكم لم تعطوهم حقوقهم في سلسلة الرتب والرواتب..
اتركوهم يزورون أضرحة رفاقهم الشهداء… ويستلهمون منهم شعور العزة والاباء في وقت يتنافس مسؤولو الوطن على اهانتهم وحرمانهم حقوقهم….
الويل لأمة تحرم رجالها الشرفاء حقوقهم… وتهين كرامتهم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply