العميد الركن م. بهاء حلال
أما وقد أفقتُ من الحُلمِ المزعج حيث اختلطت عليّ التواريخ فامتزجت أعوام ١٩٨٣و ٢٠١٩ بالعنوان على الاقل والحمدلله لم تتشابه بالنهايات…
لأن الجيش كان موجوداً…
أما وقد عُدتُ أدراجي الى منزلي في بيروت سالماً وعائلتي ، بعد رحلة الى الجنوب نهار الاحد ..وأيُ أحد حيث عَلِقنا في عنق الزجاجة على مثلث خلدة…فَعُدت بذاكرتي الى ايام مشؤومة..
لأن الجيش ايضا سهل خروج المواطن من المازق..
ولكن وفي كلتا الحالتين اعلاه
كنت واثقا، حتى وانا أحلم، بمتانة دور الجيش الذي يشكل الدعامة الاساسية للسلم الاهلي في البلد حتى ولو كان الصامت الاكبر..
لقد شكل الجيش منذ بدايات تأسيسه وبالرغم من كل الصعوبات التي اعترضت تطوره عبر تاريخ الوطن اللبناني والذي شكل الحضن الاكبر لاستقلال لبنان بوجه المحتلين والطامعين بإلغاء دوره القوي كدولة تضم كل الاطياف وتنبض بنبض الاخوة والصداقة
لكل الذين نتشارك معهم همَّ الوطن وأثقاله، والذين نتشارك معهم ايضا الهمَّ القومي العربي واعني به القضية الام وهي القضية المركزية ..
فلسطين..هي القضية..
ان جيشنا الذي توالى على قيادته قادة آمنوا بدوره الجامع والطبيعي جداُ بين اللبنانين والمبني على التوافق في ما بينهم، ان هذا الدور الجد طبيعي للجيش كان الهدف ..
وفي الخارج لن ننسى طبعا ونأمل ان لا ينسى ساستنا وهم يناقشون موازنتنا موازنة الجيش ويناقشون أيضا موازنة الحقوق للمتقاعدين العسكريين..
هذا الدور الذي بنم عن تضحية ووفاء لكل القيم كوننا قط تصدينا لاطراف خارجية او داخلية … تعمل لصالح إرهاب
خارجي كان ينوي ان يزجنا في آتون الحريق الاقليمي ( مثل جرود الضنية ….نهر البارد….عرسال الاولى والثانية
ناهيك عن كل المهمات التي نفذت في مختلف المناطق اللبنانية….
وهنا تأخذنا الامور بالمقارنة الى مايُحاك لنا في خفايا الموازنة ،ففيها يناقشون نوع فئة الدم الذي سال ويسيل في ساحات الوغى وساحات الدفاع عن الوطن السرمدي لبنان ..
هي موازنة غير متوازنة بالمعنى المعنوي والفعلي..فهل هناك فئة دمٍ ممكن ان تُقاس ب٣% لتسديد مصاريف طبابة اقتطاعاً من رواتبنا أو هل هناك ضريبة أغلى من ضريبة الدم التي دفعناها وندفعها في كل يوم وكل لحظة..
فضريبة الدخل التي نُهدد بها على انها تصاعدية لن تكون صفقة هذا القرن كون دمنا الذي ضحينا به على مدى اكثر من ٤٠ عاما وما زلنا ..هي ايضا ضريبة تصاعدية ولم تَلق النسب المئوية لها مقياس على درجاتها…
إن لحظة إرهاب كالتي حصلت في طرابلس والشهداء الذي سقطوا حينها ويسقطون كل يوم ،هم في الحقيقة مقياس الضريبة ..وال ٣%…والتدبير رقم ٣..وليس كلام المتزلفين..
بَعضً إعلامٍ وساسة يتزلفون ثم يهاجمون وبعدها يهادنون وتارة يهددون ..وطوراً يقتطعون..
اننا يا وطني نقف اليوم على مفترق طرق بين عدة خيارات..
بين موازنة تهدف الى صرف النظر عن الهدر الحاصل في المرفأ وفي الاملاك البحرية والنهرية وفي مختلف ادارات الدولة ووزارتها ولا ننسى موضوع الجمارك والتهرب الضريبي..
ضريبة الدم بأي نسبة تصاعدية هي الاغلى من اي ضريبة مالية ستفرض علينا قصراً…
فلا بد للظلم ان يرتد على اصحابه ..
ساسة لبنان هم المضحون للاسف من اجلنا فهم يجتمعون منذ حوالي عام او اكثر …يتعبون ..يسهرون ..
هم الشهداء ..ولسنا نحن..؟
وهم من تيتمت اطفالهم …
هم الذين عانوا من انهيار النقد اللبناني..اما نحن فقد وصلنا الى ما نحن عليه على طبقٍ من ذهب …ولم نضح، كون تضحيات هؤلاء كانت طاغية
فهم يملكون بيوتا في بلاد الاغتراب..واولادهم للاسف يدرسون في جامعات اوروبا
وعندهم حسابات مصرفية في مصارف شتى..
انها التضحية…!!!!
ونحن غير المضحين فمعاناتنا وسهرنا ودمنا الذي سفكه العدو الاسرائيلي واستباحه الارهابي .
لم يكن مطلوبا ان نستشهد ..او ان نصاب…انه خطأنا ونعاقب عليه بالموازنة..
حسناً اعود الى رشدي.. وارى الامور كيف تسير فشعبنا يرزح تحت ديون تفوق ال١٠٠ مليار دولار اميركي..
ويتكلمون بكل ثقة عن حرية وسيادة واستقلال وزعامة..
ان الجيش هو المستهدف من الذين يبذلون كل دقيقة وساعة
كل ما يستطيعون ليرضى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي
ومهندسو الهندسات المالية…
أستشهد كثير منا بمواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب القادم من الشرق ..لكننا لن نقول نعم لمن يريد سرقة ضريبةالدم الممزوجة بالشرف والتضحية والوفاء..سيكون صادما صوتنا …قادرا عزمنا..
لن تنالوا من دمنا ..ومن حق اولادنا ..
ايها المتقاعدون الابطال انتم الممثلون الشرعيون لهذه الشرعية المظلومة، امضوا في الاعتراض ..لا تقبلوا ان يُحسم من حياة اولادكم ٣% او من دمكم ضريبة دخل فيها اقتطاع لاكثر من ٨٠٠،٠٠٠ ل.ل.
ان هذه الضريبة ستغدو مفجر ثورة…
ثورة حق…ثورة جياع
اوتسألون من يستهدف الجيش؟
ان الفساد واربابه هو من يستهدفنا…
فلا لضريبة الدخل ونعم لضريبة الدم…
قم بكتابة اول تعليق