٤ آب ذكرى ماساة دولة فاشلة

نحن مواطني الدولة الفاشلة ضحايا محتملين وإن لم نسقط في تفجير ٤آب ، فنحن مثلهم ننتظر فقط قدرنا وننتظر معه حكم التنفيذ وتحديد وسيلة التنفيذ.

ومن لم يرف لهم جفن بسبب تفجير 4 اب، لن يرف لهم جفن اذا ضاعت الحقيقة وسقطت معها العدالة وسقط معها الضمير.

في الدولة الفاشلة وبعد مرور سنة على حادثة التفجير، يتاكد الشعب اللبناني ان مسار التحقيق وفشله لغاية تاريخه في اصدار القرارات الظنية، مشابه تماما لمسار الفشل في الحؤول دون حصول التفجير بدءا من وصول المتفجرات الى لحظة انفجارها،

فاداء الدولة الفاشلة في مرحلة ما قبل الانفجار هو تماما كما بعده ولاشيء تغير ، دولة فاشلة مارقة تنازلت عن سيادتها وهيبتها طوعا، وفيها المسؤولون يتقاذفون المسؤوليات ويتلطون خلف بعضهم البعض، ويضللون الشعب اللبناني ويطرحون المبادرات المفخخة لتاخير التحقيق، او العرائض التي ستبقى فارغة ولو امتلأت بأسمائهم جميعا، فلو أراد مجلس شهود الزور البحث عن الحقيقة والعدالة، لكان بادر من لحظة الانفجار الى تأليف لجنة تحقيق برلمانية ولما كان لينتظر أي تحقيق عدلي او قضائي .

التفجير الذي هز ضمير العالم، ينحدر لمستوى جريمة الإبادة الجماعية وهذا ما يجب ان تحاكمون على أساسه، فتهمة القصد الاحتمالي او الإهمال لن تشفي غليل اهالي الضحايا ولن تبلسم جراحهم. وحدها تهمة الإبادة الجماعية ستكون الفيصل بين الحق والحقيقة والكذب والمراوغة، وبين العدالة وشريعة الغاب، وبين دولة المزرعة ودولة القانون والمؤسسات.

فلتسقط كل الحصانات تحت اقدام الشهداء…فلا موظف او مسؤول او وزير او رئيس اكبر من وطنه، وجميعهم اصغر من حجم الشهادة وحجم الدماء التي اريقت في 4 آب. ولا دستور ولا شرع يجيز لاي مرتكب أي يتلطى خلف اي نوع من الحصانات عندما يضبط المرتكب متلبسا بالجرم المشهود. أهالي الضحايا وخلفهم كل الشعب اللبناني يطالبون القضاء بثورة بيضاء. فلينتفض القضاء على نفسه، ولينتزع القضاء استقلاليته بيده وبوجه كل من يسعى لتقويض دوره في احقاق الحق وليصدر احكامه باسم الشعب اللبناني ولمصلحته وحفاظا على ارواح من تبقى منه حيا .

فما نفع قصور العدالة عندما تكون اعمدتها مضرجة بدماء الشهداء الأبرياء المظلومين؟

التاريخ لن يرحمكم ولعنة الضحايا ستلاحقكم لتقض مضاجعكم.

لن نهدا ولن نستكين الى ان نعرف الحقيقة كاملة حول هوية أصحاب المواد المتفجرة والقصد من استقدامها الى مرفا بيروت، ولن نهدا ولن نستكين الى ان تمتلئ السجون بكل المتورطين والمقصرين والمتآمرين والمهملين، عن قصد وعن غير قصد بجريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها أهلنا بجريمة 4 اب.

وان براتكم محاكم قصور العدل، فانتم متهمون مدانون تحت اقواس محاكم الشعب اللبناني ولو بعد حين

والله على ما نقول شهيد

6

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply